March 24, 2023
abumaizar
administrator | 22 فبراير, 2023
تعد عملية قطع الذروة للاسنان من الخيارات العلاجية المطروحة لعلاج الأسنان لبيًا، حيث تعد من الحالات الجراحية التي يلجأ إليها طبيب الأسنان في حالات خاصّة لإنقاذ سنّك أو ضرسك.
يلجأ أخصائي عصب الأسنان إلى عملية قطع الذروة حين تفشل المعالجة اللبية التقليدية في إزالة العدوى من وحول السن، أو حين يتعذّر القيام بها لسبب أو لآخر.
تهدف هذه العملية إلى إزالة الأنسجة المصابة بالعدوى من خلال قطع جزء من جذر السن (الذروة)، كمحاولة لمنع انتشار هذه العدوى وتوغلها في العظم المحيط بالسن ومنه إلى الأسنان والأنسجة المجاورة.
ماهي عملية قطع الذروة؟
عملية قطع الذروة هي عملية جراحية تجري في عيادة أخصائي المعالجة اللبية لاستئصال ذروة جذر السن الملتهبة أو المتضررة والتي لا يمكن معالجتها عبر المعالجة اللبية المحافظة.
للوصول إلى الذروة، يقوم طبيب الأسنان بعمل شق فكي خارجي، للوصول إلى الذروة واستئصالها مع باقي الأنسجة المتضررة.
تشريح الأسنان

يتكون السن من التاج (القسم المرئي من السن) وعنق السن (المنطقة المجاورة للثة) وجذر السن (المثبت في العظم بواسطة الرباط السني السنخي).
طبقة المينا
تغطي طبقة المينا القسم الخارجي من السن، وتعد هذه الطبقة من الطبقات التي لا تتجدد، بمعنى أنها تتكون لمرة واحدة عند نمو السن، وفي حال تضررها بالتسوس أو غيره من مصادر الضرر، فإنّها لا تتجدد.
تتأثر طبقة المينا بانخفاض مستوى الحامضية في الفم عند تناول السكريات، حيث يحفز ذلك على نمو البكتيريا المسببة لتسوس الأسنان، وفي حال عدم قيام المريض بتنظيف أسنانه، تبدأ البكتيريا المكونة للتسوس بإفراز الأحماض التي تضر هذه الطبقة.
طبقة العاج و”عصب السن”
تحت طبقة المينا نجد طبقة العاج، وهي طبقة تحتوي على نهايات عصبية (بعكس طبقة المينا)، بمعنى أن التسوس الذي يصل إلى طبقة العاج يسبب الألم، في حين أن التسوس الذي ينحصر في طبقة المينا لا يسبب ذلك.
أسفل طبقة العاج يوجد اللب السنّي أو “عصب السن”، حيث يتكون من مجموعة من الأنسجة الضامة والأوعية الدموية المغذية للسن ضمن القناة الجذرية، كما توجد ألياف عصبية دقيقة تسير حتى ذروة السن ومنها إلى العظم الفكي.
عندما يعبر التسوس “النخر السنّي” طبقة المينا والعاج، فإنّه ينتشر عبر القناة الجذرية “قناة العصب” إلى كامل السن، كما أن منطقة الذروة والمناطق المجاورة لها لن تسلم من العدوى أيضًا، ومن هنا نعي أهمية القيام بإجراء علاجي مماثل لإجراء قطع الذروة للاسنان، حيث أنه يسهم في إزالة هذه الأنسجة المتضررة.
متى تكون عملية قطع الذروة مجدية؟
عندما يصل التسوس إلى جذر السن، يعاني المريض من آلام شديدة، بحيث تصبح الأسنان حساسة للحرارة والبرودة، يليه الشعور بالألم النابض، بالإضافة إلى الصداع وشعور “الضغط” في كامل الفك.
عندما ينتشر الالتهاب إلى الأنسجة المحيطة وعظم الفك، يمكن أن تتشكل تجمعات قيحية (خراجات) أو أكياس عظمية (فراغات ضمن العظم تنشأ نتيجة تأثر العظم بالالتهابات العميقة).
عندها، يحصل انتفاخ في منطقة الخد والعقد الليمفاوية المحيطة، مع انتفاخ واحمرار الجلد المغطي له.
يشخّص أخصائي المعالجة اللبية السن في هذه الحالة بأنّه يحتاج إلى المعالجة اللبية، حيث يتم فيها فتح السن من القسم التاجي وتطهير القنوات الجذرية بعد إزالة الأنسجة الملتهبة، يليها وضع حشوة دائمة لتعويض الأنسجة المفقودة.
في حالة عدم تراجع الالتهاب أو انتشاره في المنطقة المحيطة بجذر السن، لابد من إجراء عملية قطع الذروة للاسنان بهدف المحافظة على السن.
كما تعد هذه العملية العلاجية خيارًا مناسبًا في الحالات التي:
– تكون فيها القنوات الجذرية معوجة وصعبة الوصول.
– يصعب فيها الوصول إلى القنوات من تاج السن.
– كسور الجذر العميقة.
– انكسار الأدوات اللبية كالمبارد داخل قناة الجذر.
كيف تجرى عملية قطع الذروة؟
غالباً ما يتم اللجوء إلى عملية قطع الذروة للاسنان بعد فشل المعالجة اللبية.
وبما أن هذه العملية صعبة نسبيًا مقارنة بالمعالجة اللبية التقليدية، فإنها تجرى من قبل طبيب مختص في جراحة الفم أو في المعالجة اللبية.
– بعد أخذ السيرة المرضية، تفحص أسنان المريض في العيادة ويتم أخذ صور الأشعة اللازمة للأسنان والفك بهدف التخطيط للعملية.
– غالباً ما تتم عملية قطع الذروة للاسنان في العيادة، أي أن المريض يغادر العيادة في نفس اليوم، وتجرى العملية بعد تراجع الالتهاب الحاد، بحيث تعطى المضادات الحيوية فقط في حالة إصابة المريض بأمراض معينة كتلك التي تؤثر على المناعة.
– تجرى عملية قطع الذروة عادةً تحت التخدير الموضعي، لكن يمكن اللجوء إلى أدوية تساعد على الاسترخاء (أدوية التنويم).
– بعد التأكد من تأثير التخدير الموضعي، يتم إجراء شق في منطقة الغشاء المخاطي فوق السن المصاب، حيث يرفع الغشاء المخاطي فيظهر العظم الفكي في منطقة جذر السن المطلوب.
– يتم بأداة مناسبة فتح ثغرة للوصول إلى جذر السن، عندها يمكن بالأدوات المناسبة استئصال الذروة وتجريف منطقة الخراج.
– بعد القيام بعملية التطهير، يتم حشو قناة الجذر بمادة خاصة وتخييط الجرح بخيوط تزال بعد أسبوع من العملية.
محاسن ومخاطر عملية قطع الذروة للاسنان
تعد عملية قطع الذروة إحدى الخيارات المتقدمة لإنقاذ السن، لكن نجاحها لا يمكن التأكد منه إلا بعد عدة أشهر، وبما أن عصب السن لم يعد حيًا (تمت إزالته) فإنه يمكن أن يتلوّن مع مرور الوقت، لذلك قد يلجأ طبيبك لتتويج السن (وضع تلبيسة)،
تتراوح نسبة النجاح عمومًا بين 80 -100%، والبديل لعملية قطع الذروة هو قلع السن وتعويضه لاحقًا ببديل صناعي (كالزرعات مثلًا).
لكل عملية مخاطرها، فإلى جانب المضاعفات العادية كالنزف والالتهاب، هناك احتمال تضرر الأعصاب المجاورة التي تسير بالفك السفلي وتغذي الشفة السفلية والأسنان واللثة، وفي حال تضرر العصب يمكن أن يحدث خدر مؤقت أو دائم في هذه المنطقة.
رغم المخاطر لابد من معالجة الجذور المصابة بالالتهاب، فخطر عدم معالجتها كبير، حيث أن البكتيريا يمكن أن تستوطن في عظم الفك وتسبب التهابًا يصعب معالجته.
كما يمكن للجراثيم أن تتسرب ليس للجيب الفكي فحسب بل إلى الدماغ، حيث تسبب التهاب السحايا الذي يؤدي في أسوأ الحالات إلى الوفاة.
ختامًا
إن عملية قطع الذروة تقدم وبنسبة نجاح عالية إمكانية الوقوف بنجاح في وجه العدوى البكتيرية في السن، للمحافظة عليه وإنهاء الآلام السنية.
Leave Comment